لا يشك أحد في امتلاك البرازيل للاعبين القادرين على الفوز بكأس العالم لكرة القدم لكن وقبل عشرة أسابيع من ركلة البداية للمباراة الافتتاحية تحول التركيز على إعداد اللاعبين ذهنيا للتعامل مع ضغط المنافسة لنيل اللقب على أرضهم.
وسيكون هدف البرازيل هو التعامل مع الضغط وهو عنوان مستديم الآن يناقشه الإعلام والعامة على حد سواء وهو مرشح ليسود تماما كفشل البلد في إنهاء استادات في الوقت المناسب أو توفير بنية تحتية مناسبة.
وستخوض البرازيل البطولة وهي المرشحة البارزة للفوز بها بعد انتصارها في كأس القارات العام الماضي حين سحقت اسبانيا بطلة العالم في النهائي. وكان ذلك أحد 13 انتصارا في آخر 14 مباراة لمنتخبها.
لكن الجميع يواجه عددا من الحواجز النفسية.
ولا تزال البرازيل تخشى كابوس هزيمتها في المباراة الأخيرة لكأس العالم عام 1950 في المرة الوحيدة التي استضافت فيها النهائيات ولم يسبق لاي فريق ان نال اللقب في العام التالي لفوزه بكأس القارات.
ولا يزال المشجعون أصحاب التوقعات الكبيرة يتحفزون للهجوم على الفريق لو سارت الأمور على نحو غير جيد.
وأكد المدرب لويس فيليبي سكولاري مرارا على أهمية دعم المشجعين للفريق على أرضه وشجعهم على الوقوف وراء المنتخب خاصة اذا واجه ظروفا صعبة.
وقال سكولاري لتجمع في برازيليا الشهر الماضي "كونوا معنا أثناء كأس العالم.. شاركوا وانطلقوا."
وأضاف "نريد أن تساعدونا خاصة حين نواجه أوقاتا صعبة لأن هذا هو الوقت الذي يمكنكم فيه صنع الفارق."
وسكولاري مشهور بمهاراته في الحشد ويرجح أن الدور الأبوي الذي قام به كان وراء انتصار الفريق تحت قيادته في نهائيات كأس العالم 2002 بفضل ما يطلق عليها "عائلة سكولاري."
وأحد الأعضاء البارزين في العائلة هي الطبيبة النفسية ريجينا برانداو وطلب منها سكولاري العمل مع اللاعبين مرة أخرى.
ومن شأن هذه المساعدة أن تلعب دورا حيويا خاصة مع اللاعبين الأصغر سنا مثلما يقول جوزيه انيبال ماركيز أخصائي علم النفس الرياضي الذي يعمل مع فريق بوتافوجو بطل البرازيل مرتين.
وقال ماركيز "اللعب في نهائيات كأس العالم يعني الوصول لقمة المستوى المهني ومع ذلك تأتي مسؤولية كبيرة لتقديم أداء جيد."
وأضاف "سيواجه اللاعبون من كل بلد ضغوطا. لكن هناك مسؤولية إضافية للاعبي البرازيل."
ولا يوجد كثيرون ممن يدركون ذلك أفضل من لاعب الوسط السابق ماورو سيلفا والذي خاض مباريات على أعلى مستوى في اسبانيا طيلة 13 عاما وكان ضمن تشكيلة البرازيل التي أحرزت لقب كأس العالم في 1994.
وقبل تلك البطولة كان قد مر 24 عاما منذ توجت البرازيل باللقب العالمي وكان الشوق للتتويج قد بلغ مبلغه.
وقال سيلفا في مقابلة عبر الهاتف وهو يتذكر تلك الأيام "ابتعدنا عن اللقب منذ 1970 وتسبب ذلك في تطلعات هائلة. لم تكن الأجواء مريحة ولم نتدرب بالشكل الملائم لكن الأشياء أصبحت أسهل حين سافرنا للولايات المتحدة. كان الأمر مريحا خارج البرازيل."
لكن التشكيلة البرازيلية لم يكون بوسعها هذه المرة الهرب من ذلك الضغط الهائل.
وعلى أرضها يصبح كل تغيير فني وكل صدام شخصي وكل إصابة أمرا ضخما في وسائل الإعلام التي لا ترحم.
وقال سيلفا إن أحد المهام الأساسية أمام سكولاري هي إعداد لاعبيه للتحدي النفسي.
وللبرازيل تشكيلة شابة على رأسها المهاجم نيمار البالغ من العمر 22 عاما فقط ولم يسبق لمعظم لاعبيها الأساسيين اللعب في كأس العالم.
وقال ماركيز إن اللاعبين يمكن تدريبهم على التعامل مع الضغط من خلال دفعهم للحديث والمناقشة باستفاضة عن المواقف المحتملة.
وأضاف "الفوز بكأس القارات كان مهما ليس فقط لأنه أظهر قدرة اللاعبين على قهر أقوى المنافسين لكن لأنه أيضا سلط الضوء على المشجعين."
وتابع "جزء من الاستعداد سيتمثل في مناقشة كيف يمكن أن يساندك المشجعون أو أن يقفوا ضدك. الفوز على اسبانيا منح اللاعبين الثقة وساعد المشجعين على معرفة فريقهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق